ثلاث صفحات من التاريخ
اقرأوا معي هذه الصفحات الثلاث:
الصفحة الأولى: روي أن رجلاً من العقلاء غصبه بعض الولاة ضيعة فأتى إلى المنصور فقال: أصلحك الله يا أمير المؤمنين أذكر لك حاجتي أم أضرب لك قبلها مثلاً؟ فقال: بل اضرب المثل، فقال: إن الطفل الصغير إذا انتابه أمر يكرهه فإنما يفزع إلى أمه، إذ لا يعرف غيرها، فإذا ترعرع واشتد فكان فراره إلى أبيه، فإذا بلغ وصار رجلاً وحدث به أمر شكاه إلى الوالي لعلمه أنه أقوى من أبيه، فإذا زاد عقله شكاه إلى السلطان، وقد نزلت بي نازلة وليس أحد فوقك أقوى منك إلاّ الله، فإن أنصفتني وإلاّ رفعت أمري إلى الله فإني متوجه إلى بيته وحرمه، فقال المنصور: بل ننصفك، وأمر أن يكتب إلى واليه برد ضيعته عليه.
الصفحة الثالثة: قال الأصمعي: كنت عند الرشيد إذ دخل عليه إسحاق الموصلي فأنشده: وآخره بالبخل قلت لها اقصري / فليس إلى ما تأمرين سبيل فعالي فعال المكثرين تجملا / ومالي كما قد تعلمين قليل فكيف أخاف الفقر أو أحرم الغنى / ورأي أمير المؤمنين جميل فقال الرشيد: لله در أبيات تأتينا بها، يا غلام اعطه عشرين ألفًا، قال: والله لا أخذت منها درهمًا واحدًا، قال الرشيد: ولماذا؟!، قال: لأن كلامك والله يا أمير المؤمنين خير من شعري، قال: اعطوه أربعين ألفًا، قال الأصمعي فعلمت والله أنه أصيد لدراهم الملوك مني.
نقلا عن الشرق الأوسط